
من أساليب التعلم الذاتي
من البديهي أن تلتحق بصف دراسي أو معهد ما لتتعلم الإنجليزية، لكن هل يغني ذلك عن التعلم الذاتي للغة؟ عندما كنت طالباً في الجامعة كان د. البشر رحمه الله دائماً ما يكرر على مسامعنا أن تعلم اللغة الإنجليزية أمر شخصي. كان يقولها مراراً في القاعة Learning English is personal. و لو تأملنا في مسيرة المتميزين في اللغة الإنجليزية لوجدنا أن هناك عوامل أخرى ساعدتهم على ذلك خلاف العوامل المدرسية التي تتم في الصف. إليك بعضاً منها.
١. استعمل القاموس
لا يمكن أن تتعلم لغة بدون أن تمتلك حصيلة من مفرداتها. تعلم المفردات أمر حاسم لكي تتقن اللغة. الأمر يشبه أن تطلب من شخص أن يتعلم قيادة السيارة بدون أن يستعمل السيارة! هذا أمر مستحيل! و لهذا السبب قد يرى البعض صعوبة أثناء ممارسة اللغة الإنجليزية دونما يعلم أن حصيلة المفردات الضئيلة أو المعدومة قد تكون سبباً لذلك. يجب أن تستعمل القاموس ورقي أو إلكتروني، اختر ما يناسبك. إن كنت تسأل متى؟ إبدأ الآن، و اجعله في متناول يدك حتى تستخدمه متى ما صادفت كلمة جديدة لتبدأ رحلة بناء المفردات التي ستمكنك من الإبداع في اللغة الإنجليزية.
٢. احمل مفكرة للمفردات
قد تكون دفتراًُ أو مفكرة صغيرة. دوّن فيها ما تعثر عليه من مفردات جديدة. اكتب الكلمة الإنجليزية و معناها و أي معلومات أخرى لها علاقة تود تدوينها. إذا كنت طالباً قد يقرر لك أستاذك دفتراً خاصاً لذلك، أو ربما يحدد لك في كل درس مفردات جديدة. احرص على كتابتها و حفظها. لا يكفي أن تقوم بترجمة المفردات ، و لكن ينبغي أن تدون معانيها حتى لا تضيع مع النسيان. إن كنت تسأل هل استخدم أحد تطبيقات الجوال لهذا الغرض؟ هذا القرار يعتمد عليك و لكن يجب أن تدرك أنك إنك كتبت باليد و الورقة فأنت أقرب لممارسة كتابة الكلمة فعلياً و هذا بدوره سياسعدك على ممارسة التهجئة بشكل أفضل.
٣. تعرض للإنجليزية
قد تبدو هذه الفقرة غريبة بعض الشيء، فكيف لك أن تتعرض للإنجليزية يا ترى؟ يشبه هذا التعرض لأشعة الشمس! كيف ذلك؟ عندما تخرج في الهواء الطلق و تتعرض لأشعة الشمس المفيدة للجسم حيث تقوم هذه الأشعة بتوفير فيتامين (د) المفيد لعملية النمو، فأنت بحاجة كذلك للتعرض للغة الإنجليزية المفيدة لعملية التعلم! احرض أن تتعرض للغة عن طريق سماعاها في السيارة أو أثناء القيام ببعض المهام التي لا تتطلب تركيزاً مثل تنظيف مكان ما. التعرض للإنجليزية يشمل أن تشاهد بعض البرامج المرئية باللغة الإنجليزية مثل خطابات TED أو بعض البرامج الوثائقية. جدية بالذكر أن قراءة القصص أو الجرائد أو حتى المواقع التي تناسب اهتماماتك أحد أبرز وسائل التعرض للإنجليزية.
٤. احصل على مصدراً للقواعد
سواء كنت تحب قواعد اللغة الإنجليزية أو لا ، فإن ذلك لن يعفيك من ضرورة تعلم على الأقل القواعد الأساسية. إن إهمال ذلك سيؤدي بك أن تتحدث الإنجليزية كما يتحدث الوافدون من عمال و غيرهم اللغة العربية. راقب كلامهم جيداً، هم لا يعرفون القواعد. يستخدمون الأفعل غالباً بيصيغة المضارع. نادراً ما تجد منهم من يستطيع تغير الفعل إلى الماضي أو المستقبل. راقب طريقة النفي، غالباً لا تتوافق مع طريقة النفي الصحيحة و تكون تقريباً واحدة في كل عباراتهم. القواعد هي ليست أهم ما يمكن أن تتعلمه لتتقن اللغة و لكن إهمال ذلك سيؤدي بك إلى استخدام اللغة الإنجليزية كما يستخدم الوافدون اللغة العربية، فهل يعجبك ذلك؟ إن كنت طموحاً و ترغب بالعلم و التعلم فإن إجابتك قطعاً لا.
٥. اجعل الإنجليزية كما الهواية
البعض يهوى كرة القدم فلا يمل و لا يكل من لعبها، و البعض يهوى ألعاب الحاسب فلا يدري كم ساعة انقضت و تصرمت. لن أقوم بالتعرض لأي نقد أو شجب هنا فلكل جانب إيجابيات أو سلبيات ، و لكن لاحظ أنك في أي هواية تحب لن تشعر بضيق الوقت و عسره بل ستستمر و تمارس هوايتك دونما كلل أو ملل. أنت تحتاج أن تجعل اللغة الإنجليزية كذلك. إن هذا لن يأتي إلا إذا استشعرت الإهمية البالغة للغة و الفرق الشاسع الذي ستحصل عليه إن أنت أتقنتها. أجعلها هواية ، مارسها خلال اليوم، احمل كتاباً إنجليزياً معك. ترجم الكلمات، اسمع! شاهد! افتح صفحة جديدة في تعاطيك للغة و ليكن عنوانها الملازمة و الممارسة في كل يوم بأي طريقة و أسلوب.
٦. تحدث
يقول ديفيد نونان و هو أحد علماء اللغة الإستراليين، أن المهارة التي يُقاس بها مستوى إتقان اللغة هي مهارة التحدث. يبدو هذا واضحاً حينما نقول أن فلاناً يستطيع التحدث بطلاقة. نقول ذلك إشارة إلى إتقانه للغة، و لا نشير إلى ذلك يقولنا أنه يستطيع الكتابة أو قراءة اللغة. في الغالب تحتل مهارة التحدث نصيب الأسد في رغبة المتعلمين بالتطوير و الاهتمام. و كيف لا و هي المهارة الأساس التي بها نتواصل مع الآخرين. و جدير بالذكر أن هذه المهارة لا يمكن أن تتحسن إلا بالممارسة. مهما درست و مهما فعلت يبقى السبيل إلى التحدث بطلاقة هو كثرة الممارسة اليومية! و منها كان لزاماً أن تتحدث مع من تصادف من أصدقاء ، أجانب ، عائلتك أو حتى نفسك!
أخيراً و ليس آخراً، أود أن أذكرك أن التعلم في المعاهد و الصفوف المدرسية أمر لا غنى عنه. و لكن، لن تحصل على ثمار إتقان اللغة ما لم تتعلم ذاتياً. احرص على يكون للغة جزء من حياتك اليومية و سترى العجائب!
هل تتعلم اللغة ذاتياً ؟
و هل تمارس طرق أخرى جديدة ؟